٣ دقائق قراءة

يمكن أن تكون الشهادة للآخر عن إيمانك بيسوع المسيح وعن حياتك الجديدة فيه أمرًا مُرْهِبًا لك. إذ تتسارع دقات قلبك، وتبدأ يداك بالتعرُّق، وتصبح فجأة معقود اللسان، وتقطع أفكارك مئة ميل في الساعة. فماذا ينبغي أن أقول؟ وماذا يمكن أن يحصل إذا أفسدتُ الأمور، أو ماذا لو نسيت شيئًا مهمًّا أثناء شهادتي؟ وكيف يمكن أن تكون استجابتي للآخر؟ هل سيأخذ الأمر على محمل الجِد، أم أنه سيلجأ إلى السخرية بي أمام الآخرين؟ هل سيبدأ بانتقاد معتقداتي ومعتقدات طائفتي؟ هل ستبدأ عداوة جديدة لا لزوم لها؟ وماذا لو طرح عليّ أسئلة لا أستطيع أن أرد عليها بشكل وافٍ؟ هل سيشكك في مؤهلاتي؟ استغرقت أول عظة لبطرس في أعمال الرسل 2: 14-22 أقل من خمس دقائق في إلقائها. كانت مقتضبة وشاملة العناصر الرئيسية للشهادة الفعّالة. فلا يلزم أن تكون مشاركة رسالة الإنجيل معقدة أو مطوّلة. ولا تستلزم مقدمات أو بلاغة تؤثر في الآخر. فلا علاقة بالبلاغة بالأمر. وفي واقع الأمر، تحتوي رسالة بطرس على معادلة يمكننا استخدامها لصنع إطار عام لشهادتنا الخاصّة.

  • الإعداد: اعتمد بطرس بشكل كبير على الكتاب المقدّس في طرح حجته للإيمان بالسيد المسيح. فاستشهد به. فأنت لا تريد أن تقدم للآخر فلسفتك أو رؤيتك أو مشاعرك الخاصة. بل إنك تبني كل ما تود أن تطرحه على كلمة الله. فهي أساس إيمانك وشهادتك. ولا قيمة كبيرة لشهادتك من دون دعم أساسي من كلمة الله. وعرفَ بطرس أيضًا أنه كان هنالك عنصر جوهري آخر، وهو الروح القدس. فمهما كانت أية رسالة مقنعة بحججها، إلا أن الروح القدس هو وحده الذي يفتح الباب أمام قلوب غير المؤمنين وأذهانهم. ومن شأن هذا أن يريحك من الخوف من عدم تجاوب الآخر. فالنجاح ليس نجاحك، بل هو عمل الروح القدس. ويتمثل دورك في أن تكون أمينًا له. وإذا لم يستجب الآخر لشهادتك، فإنك لم تفشل. فالله يعرف القلوب والتوقيت.
  • أوراق المخلّص الثبوتية: أشار بولس إلىقوات وعجائب وآياتأعطت شرعية للسيد المسيح أنه المسيّا الموعود (أعمال 2: 22). ثم أوضح مهمة (إرسالية) السيد المسيح الواضحة على الأرض: أن يموت من أجل خطية الجنس البشري.
  • دعوة شخصية: لم يكن بطرس خجولًا في مسألة إقناع قلوب جمهوره. فقد عرّف مسمعيه بمسؤوليتهم حول موت المسيّا، ثم أعطاهم الخبر السار أن المسيح حيّ، مؤكدًا رحمة الله ونعمته. ودعا أولئك الذين آمنوا إلى التوبة والاعتماد باسم السيد المسيح. ويفترض أن تنتهي كل رسالة خلاصية بإخبار الناس كيف يمكنهم أن يخلصوا أيضًا.

إن كنتَ في روح الصلاة، وكنتَ مستعدًا، يمكنك أن تثق بأن الروح القدس سيكون معك وبأنه سيتعامل مع محصلة كل فرصة لديك في مشاركة رسالة الإنجيل. وينبغي أن تدرك أن شهادتك لا ترتكز على مستوى تعليمك أو نوع تخصصك. فعلى كل شخص ذاق نعمة المسيح أن يشهد له ولنعمته المخلِّصة. وتذكّر أن القضية ليست قضية شخصية بالنسبة لك. فهي قضية الله. وهو إلى جانبك وأنت تشهد عنه. وهذا سبب كافٍ للتحلي بالشجاعة. فكن شجاعًا في إيمانك وشهادتك.

فارس أبو فرحة